-A +A
توفيق الصاعدي

أتى شهر رمضان المبارك وأتت معه خرابيط الإعلام غير الهادف، والذي يركز على جعل علاقة المرأة والرجل مثل حرب داحس والغبراء؛ أي أن الصورة النمطية في الإعلام لهذه العلاقة هي صورة الرجل الظالم صاحب الشنبات المفتولة (أبو عنتر) الذي يدخل على زوجته المسكينة وقد أعدت الطعام ولبست له أجمل الثياب ووضعت أحسن الروائح وهيأت له البيت على أحسن وأبهى صورة، ولكن هذا الرجل الفرعوني العنتراوي الظالم بدلا من أن يكافئها بالمعروف، قام بضربها وشدها من شعرها وأجهز عليها بحركة (سوبر فلكس) التي شاهدها ليلة البارحة في المصارعة الحرة، وربما رماها من النافذة وقبل أن تصل إلى الأرض قام بنسفها بمواد متفجرة قد وضعها في ملابسها.. والصورة الثانية صورة ذلك الرجل الحمل الوديع (الذي يأكل القط عشاه وسحوره أيضا) والذي جاء من العمل ومعه باقة بل حديقة من الورود.. وقد كده العمل وأتعبه فتحامل على نفسه وأحضر هذه الباقة الجميلة والابتسامة تكاد تشق وجهه وهو يقدمها إلى زوجته المرأة (الحيزبون) المتسلطة مكشكشة الشعر قبيحة المنظر ناكرة الجميل، فتقوم هذه (الحيزبون) برميها في الأرض والدوس عليها بقدمها بدون سبب.. وقبلها قد داست على قلب زوجها الحمل الوديع!

أفكار ولا في الأحلام.. أيها القائمون على إعلامنا.. الدراما والفن الهادف شيء جميل؛ ولكن من المعيب أن نأخذ الأفكار ونستوردها من الإعلام الخارجي مثل المسلسلات المكسيكية والتركية وغيرها ونضع عناوين، بل نسرقها ونغير فيها قليلا مثل (ازابيلا ومناحي حب إلى الأبد) و(حنش في اسطنبول) و(جولييت وأللي أكل هوا) وهذا الأمر من باب تهجين العناوين وتلاقح الحضارات (زعموا) بل و(تكافخها) أما المضامين فهي تحفه.. أعزائي الكرام أنه من المعيب أن نأخذ قضاياهم ونسقطها على واقعنا المحلي أو أن نأخذ حالة شاذة في مجتمعنا ربما لشخص مدمن ونسقطها على عموم المجتمع كصورة نمطية سائدة له.. وهذا ظلم..

أخيرا أقول: نستطيع حل قضايانا عن طريق جميع الوسائل المفيدة ومنها الدراما المحلية، بشرط أن نتعقل ونكون منصفين فيما نطرح ونترك عنا لغة التعميم العمياء ونظرية (الجمهور عاوز كدا!).